كل ما تريد معرفته عن البلوك تشين 

إذا كنت تتابع الأعمال المصرفية أو الاستثمار أو العملات الرقمية خلال العشر سنوات الماضية، فربما تكون قد سمعت بمصطلح “البلوك تشين”، وهي تقنية حفظ السجلات في شبكة البيتكوين.

مقتطفات سريعة عن البلوك تشين:

• البلوك تشين هو نوع من أنواع قواعد البيانات
• تختلف البلوك تشين عن قاعدة البيانات النموذجية في الطريقة التي تخزن بها المعلومات ؛ وتخزن البيانات في كتل يتم ربطها ببعضها بعد ذلك
• عندما تأتي البيانات الجديدة يتم إدخالها في كتلة جديدة. بمجرد ملء الكتلة بالبيانات يتم ربطها بالكتلة السابقة ، مما يجعل البيانات مرتبطة ببعضها البعض بترتيب زمني
• يمكن تخزين أنواع مختلفة من المعلومات على البلوك تشين ولكن الاستخدام الأكثر شيوعًا حتى الآن كان بمثابة دفتر الأستاذ للمعاملات.
• في حالة البيتكوين، يتم استخدام البلوك تشين بطريقة لامركزية بحيث لا يتحكم به أي شخص أو مجموعة بدلاً من ذلك ، يحتفظ جميع المستخدمين بالسيطرة بشكل جماعي
• سلاسل الكتل اللامركزية غير قابلة للتغيير ، مما يعني أن البيانات المدخلة لا رجوع فيها. بالنسبة إلى البتكوين، هذا يعني أن المعاملات يتم تسجيلها بشكل دائم ويمكن لأي شخص مشاهدتها.

ما هو البلوك تشين؟

تبدو تقنية البلوك تشين معقدة ، ويمكن أن تكون كذلك بالتأكيد ، لكن مفهومها الأساسي بسيط للغاية حقًا. البلوك تشين هو نوع من قواعد البيانات.

لتكون قادرًا على فهمها، من المهم أولاً فهم ماهية قاعدة البيانات في الواقع.

قاعدة البيانات هي مجموعة من المعلومات التي يتم تخزينها إلكترونيًا على نظام الكمبيوتر. عادة ما يتم تنظيم المعلومات أو البيانات في قواعد البيانات

في شكل جدول للسماح ببحث أسهل وتصفية لمعلومات محددة. 

ما الفرق بين شخص يستخدم جدول بيانات لتخزين المعلومات بدلاً من قاعدة البيانات؟

تم تصميم جداول البيانات لشخص واحد أو لمجموعة صغيرة من الأشخاص لتخزين كميات محدودة من المعلومات والوصول إليها. في المقابل ، تم تصميم قاعدة

البيانات لتضم كميات أكبر بكثير من المعلومات التي يمكن الوصول إليها وتصفيتها ومعالجتها بسرعة وسهولة من قبل أي عدد من المستخدمين دفعة واحدة.

تحقق قواعد البيانات الكبيرة ذلك من خلال وضع البيانات على خوادم مصنوعة من أجهزة كمبيوتر قوية. يمكن إنشاء هذه الخوادم في بعض الأحيان باستخدام

مئات أو آلاف أجهزة الكمبيوتر من أجل الحصول على الطاقة الحاسوبية وسعة التخزين اللازمة للعديد من المستخدمين للوصول إلى قاعدة البيانات في وقت واحد.

في حين أن جدول البيانات أو قاعدة البيانات قد يكون في متناول أي عدد من الأشخاص ، إلا أنه غالبًا ما يكون مملوكًا من قبل شركة ويديره فرد معين لديه

سيطرة كاملة على كيفية عملها والبيانات الموجودة فيه.

إذن كيف يختلف البلوك تشين عن قاعدة البيانات؟

الهيكل التخزيني لتقنية البلوك تشين

يتمثل أحد الاختلافات الرئيسية بين قاعدة البيانات النموذجية و البلوك تشين في طريقة تنظيم البيانات. حيث تجمع البلوك تشين المعلومات معًا في مجموعات 

تُعرف أيضًا باسم الكتل ، والتي تحتوي على مجموعات من المعلومات. تتمتع الكتل بقدرات تخزين معينة ، وعند ملؤها ، يتم تقييدها بالسلاسل في الكتلة

المعبأة مسبقًا ، لتشكيل سلسلة من البيانات تعرف باسم “بلوك تشين” ويتم تجميع جميع المعلومات الجديدة التي تلي تلك الكتلة المضافة حديثًا في

كتلة مشكلة حديثًا والتي سيتم إضافتها أيضًا إلى السلسلة بمجرد ملؤها.

تقوم قاعدة البيانات ببناء بياناتها في جداول بينما تقوم البلوك تشين، كما يوحي اسمها ، ببناء بياناتها في أجزاء (كتل) مرتبطة ببعضها البعض. وهذا يجعل كل البلوكشين

عبارة عن قواعد بيانات ولكن ليست كل قواعد البيانات عبارة عن سلاسل بلوك تشين. يقوم هذا النظام أيضًا بطبيعته بعمل جدول زمني للبيانات لا رجعة فيه

عند تنفيذه بطابع لامركزي. عندما يتم ملء الكتلة ، يتم وضعها في السلسلة وتصبح جزءًا من هذا المخطط الزمني. يتم إعطاء كل كتلة في السلسلة طابعًا زمنيًا دقيقًا عند إضافتها.

عملية التحويل 

سمات العملة الرقمية

اللامركزية في البلوك تشين

لغرض فهم البلوك تشين، من المفيد مشاهدته في سياق كيفية تنفيذه بواسطة البتكوين. مثل قاعدة البيانات ، تحتاج البيتكوين إلى مجموعة من أجهزة الكمبيوتر

لتخزين البلوك تشين الخاصة بها. بالنسبة إلى البيتكوين ، فإن البلوكتشين هو مجرد نوع محدد من قواعد البيانات التي تخزن كل معاملة بيتكوين تم إجراؤها

على الإطلاق. في حالة البيتكوين، وعلى عكس معظم قواعد البيانات ، فإن أجهزة الكمبيوتر هذه ليست كلها تحت سقف واحد ، ويتم تشغيل كل كمبيوتر

أو مجموعة أجهزة كمبيوتر بواسطة فرد فريد أو مجموعة من الأفراد.

تخيل أن شركة ما تمتلك سيرفر يتكون من 10000 جهاز كمبيوتر مع قاعدة بيانات تحتوي على جميع معلومات حسابات العملاء. وتمتلك هذه الشركة مستودعًا

يحتوي على جميع هذه الأجهزة تحت سقف واحد وتتحكم بشكل كامل في كل من هذه الأجهزة وجميع المعلومات الواردة بداخلها. وبالمثل ، تتكون البيتكوين

من آلاف أجهزة الكمبيوتر ، ولكن كل جهاز كمبيوتر أو مجموعة من أجهزة الكمبيوتر التي تحمل البلوك تشين موجودة في موقع جغرافي مختلف ويتم تشغيلها

جميعًا بواسطة أفراد أو مجموعات منفصلة من الأشخاص. تسمى أجهزة الكمبيوتر التي تشكل شبكة البيتكوين بالعقد.

في هذا النموذج ، يتم استخدام البلوك تشين من البيتكوين بطريقة لامركزية. ومع ذلك ، فإن البلوكشين خاصة ومركزية ، حيث تكون أجهزة الكمبيوتر التي

تشكل شبكتها مملوكة لكيان واحد ويتم تشغيلها من قبل كيان واحد.

في البلوك تشين، تحتوي كل عقدة على سجل كامل للبيانات التي تم تخزينها عليها منذ إنشائها. بالنسبة إلى البيتكوين، تمثل البيانات التاريخ الكامل

لجميع المعاملات. وماذا  إذا كانت إحدى العقدة بها خطأ في بياناتها ، فيمكنها استخدام آلاف العقد الأخرى كنقطة مرجعية لتصحيح نفسها. بهذه الطريقة

لا يمكن لأي عقدة واحدة داخل الشبكة تغيير المعلومات الموجودة داخلها. لهذا السبب ، فإن سجل المعاملات في كل كتلة تشكل بلوك تشين بيتكوين لا رجوع فيه.

إذا عبث أحد المستخدمين بسجل معاملات بيتكوين، فستقوم جميع العقد الأخرى بمراجعة بعضها البعض وتحديد العقدة بسهولة بالمعلومات غير الصحيحة.

ويساعد هذا النظام في إنشاء ترتيب دقيق وشفاف للأحداث. بالنسبة إلى البيتكوين، تعد هذه المعلومات قائمة بالمعاملات ، ولكن من الممكن أيضًا أن

تحتفظ البلوك تشين بمجموعة متنوعة من المعلومات مثل العقود القانونية أو معرفات الدولة أو مخزون منتجات الشركة.

ومن أجل تغيير طريقة عمل هذا النظام ، أو المعلومات المخزنة فيه ، ستحتاج غالبية قوة الحوسبة للشبكة اللامركزية إلى الموافقة على التغييرات المذكورة.

وهذا يضمن أن التغييرات التي تحدث تصب في مصلحة الأغلبية.

الشفافية في البلوك تشين

نظرًا للطبيعة اللامركزية للبلوك تشين في البيتكوين، يمكن عرض جميع المعاملات بشفافية إما من خلال امتلاك عقدة شخصية أو باستخدام مستكشفات

البلوك تشين التي تسمح لأي شخص برؤية المعاملات التي تحدث مباشرة. كل عقدة لها نسختها الخاصة من السلسلة التي يتم تحديثها عند تأكيد

الكتل الجديدة وإضافتها. هذا يعني أنه إذا كنت ترغب في ذلك ، يمكنك تتبع البيتكوين أينما ذهبت.

على سبيل المثال ، تم اختراق البورصات في الماضي حيث فقد أولئك الذين احتفظوا بعملة البيتكوين في البورصة كل شيء. في حين أن المخترق

قد يكون مجهول الهوية تمامًا ، فإن عملات البيتكوين التي استخرجوها يمكن تتبعها بسهولة. إذا تم نقل عملات البيتكوين التي سُرقت في بعض هذه

الاختراقات أو إنفاقها في مكان ما ، فسيكون ذلك معروفًا.

هل البلوك تشين آمن؟

تأخذ تقنية البلوك تشين  قضايا الأمان والثقة  في الاعتبار بعدة طرق. أولاً ، يتم دائمًا تخزين الكتل الجديدة خطيًا وترتيبًا زمنيًا. أي أنه يتم إضافتها دائمًا إلى “نهاية” البلوك تشين. إذا ألقيت نظرة على بلوكتشين في بيتكوين، فسترى أن كل كتلة لها موقع على السلسلة ، يسمى “الارتفاع”. اعتبارًا من مايو 2021 ، وصل ارتفاع الكتلة إلى 681559 بلوكًا حتى الآن.

بعد إضافة كتلة إلى نهاية السلسلة في البلوك تشين، يصبح من الصعب للغاية العودة وتغيير محتويات الكتلة ما لم تتوصل الأغلبية إلى إجماع على القيام بذلك.

وذلك لأن كل كتلة تحتوي على تجزئة خاصة بها ، جنبًا إلى جنب مع تجزئة الكتلة قبلها ، بالإضافة إلى الطابع الزمني المذكور سابقًا. يتم إنشاء رموز التجزئة

بواسطة دالة رياضية تحول المعلومات الرقمية إلى سلسلة من الأرقام والحروف. إذا تم تحرير هذه المعلومات بأي شكل من الأشكال ، فإن رمز التجزئة يتغير أيضًا.

إليكم سبب أهمية ذلك للأمان. لنفترض أن المخترق يريد تغيير البلوك تشين وسرقة بيتكوين من أي شخص آخر. إذا كان عليهم تغيير نسختهم الفردية 

فلن تتماشى مع نسخة أي شخص آخر. عندما يقوم أي شخص آخر بمراجعة نسخهم ضد بعضهم البعض ، فإنهم سيرون هذه النسخة تبرز 

وسيتم التخلص من نسخة المتسلل من السلسلة باعتبارها غير شرعية.

يتطلب النجاح في مثل هذا الاختراق أن يتحكم المخترق في وقت واحد ويغير 51٪ من نسخ البلوك تشين بحيث تصبح نسختهم الجديدة هي النسخة الأغلبية

وبالتالي السلسلة المتفق عليها. سيتطلب مثل هذا الهجوم أيضًا قدرًا هائلاً من الأموال والموارد حيث سيحتاج المخترقون إلى إعادة جميع الكتل لأنهم سيكون لديهم الآن طوابع زمنية ورموز تجزئة مختلفة.

نظرًا لحجم شبكة بيتكوين ومدى سرعة نموها ، فمن المحتمل أن تكون تكلفة تحقيق مثل هذا العمل مستحيلاً. لن يكون هذا مكلفًا للغاية فحسب 

بل من المحتمل أيضًا ألا يكون مثمرًا. إذ أن القيام بمثل هذا الشيء لن يمر دون أن يلاحظه أحد ، حيث سيرى أعضاء الشبكة مثل هذه التعديلات

الجذرية على البلوكتشين. عندئذٍ ينتقل أعضاء الشبكة إلى إصدار جديد من السلسلة لم يتأثر.

قد يتسبب هذا في انخفاض قيمة الإصدار المهاجم من بيتكوين ، مما يجعل الهجوم عديم الجدوى في النهاية لأن المخترق يتحكم في أصل لا قيمة له.

سيحدث نفس الشيء إذا قام المخترق بمهاجمة تفرع البيتكوين الجديد.

البيتكوين بنيت بهذه الطريقة حتى تكون عملية المشاركة والتداول مجدية أكثر من محاولة الاختراق والسرقة.

الفرق بين البيتكوين والبلوك تشين 

الهدف من البلوك تشين هو السماح بتسجيل المعلومات الرقمية وتوزيعها ، ولكن لا يتم تحريرها. تم رسم المعالم الحقيقية لتقنية البلوك تشين

لأول مرة في عام 1991 من قبل Stuart Haber و W. Scott Stornetta ، وهما باحثان أرادوا تنفيذ نظام لا يمكن فيه العبث بالطوابع الزمنية للوثائق.

ولكن بعد ما يقرب من عقدين من الزمن ، مع إطلاق البيتكوين في يناير 2009 ، كان لتلك البلوكشين أول تطبيق حقيقي لها.

بروتوكول البيتكوين مبني على البلوك تشين. في ورقة بحثية تقدم العملة الرقمية ، أشار ساتوشي ناكاموتو ، منشئ البيتكوين، إلى أنها “نظام

نقدي إلكتروني جديد يعمل بنظام نظير إلى نظير بالكامل ، بدون طرف ثالث موثوق به”.

الشيء الرئيسي الذي يجب فهمه هنا هو أن البيتكوين يستخدم البلوك تشين فقط  كوسيلة لتسجيل دفتر الأستاذ للمدفوعات بشفافية 

ولكن يمكن ، من الناحية النظرية ، استخدام البلوك تشين لتسجيل أي عدد من نقاط البيانات بشكل ثابت. كما نوقش أعلاه ، يمكن أن

يكون هذا في شكل معاملات ،أو أصوات في الانتخابات ،أو قوائم جرد للمنتجات ،أو هويات الدولة ،أو صكوك للمنازل ، وأكثر من ذلك بكثير.

حاليًا ، هناك مجموعة كبيرة ومتنوعة من المشاريع القائمة على البلوك تشين تتطلع إلى تنفيذ هذه التقنية بطرق لمساعدة المجتمع بخلاف

تسجيل المعاملات فقط. أحد الأمثلة الجيدة على ذلك هو استخدامها كوسيلة للتصويت في الانتخابات الديمقراطية. إن طبيعة ثباتها تعني أن التصويت الاحتيالي سيصبح أكثر صعوبة في الحدوث.

أو على سبيل المثال ، يمكن أن يعمل نظام التصويت بحيث يتم إصدار عملة مشفرة أو رمز واحد لكل مواطن في بلد ما. سيتم بعد ذلك إعطاء

كل مرشح عنوان محفظة محددًا ، وسيقوم الناخبون بإرسال رمزهم أو عملتهم المشفرة إلى أي عنوان مرشح يرغبون في التصويت له.

ستلغي الطبيعة الشفافة والقابلة للتتبع للبلوك تشين الحاجة إلى عد الأصوات البشرية وكذلك قدرة الجهات السيئة على التلاعب بأصوات الاقتراع.

الفرق بين نظام البلوك تشين ونظام البنوك 

تختلف البنوك والبلوكشين اللامركزية اختلافًا كبيرًا. لمعرفة كيف يختلفون، دعنا نقارن النظام المصرفي بتطبيق البيتكوين للبلوك تشين

الفرق بين نظام البلوك تشين ونظام البنوك 

.

كيف يتم استخدام البلوك تشين؟ 

كما نعلم الآن ، فإن الكتل الموجودة على البلوك تشين في البيتكوين تخزن البيانات حول المعاملات النقدية. ولكن اتضح أن البلوك تشين هو في الواقع

طريقة موثوقة لتخزين البيانات حول أنواع المعاملات الأخرى أيضًا.

بعض الشركات التي أدرجت بالفعل البلوك تشين تشمل Walmart و Pfizer و AIG و Siemens و Unilever ومجموعة أخرى. على سبيل المثال 

أنشأت شركة IBM صندوق Food Trust بلوك تشين الخاص بها لتتبع الرحلة التي تستغرقها المنتجات الغذائية للوصول إلى مواقعها.

لماذا انشأ هذا الصندوق

 شهدت صناعة الأغذية انتشارًا لا حصر له من بكتيريا e Coli والسالمونيلا والليستيريا ، بالإضافة إلى إدخال مواد خطرة إلى الأطعمة عن طريق الخطأ.

في الماضي ، استغرق الأمر أسابيع للعثور على مصادر تفشي المرض أو سبب المرض مما يأكله الناس.

يمنح استخدام البلوك تشين العلامات التجارية القدرة على تتبع مسار المنتج الغذائي من المصدر، ومن خلال كل محطة يصلها الى وجهته النهائية.

إذا تم العثور على طعام ملوث ، فيمكن تتبعه طوال الطريق من خلال كل محطة إلى مصدره. ليس ذلك فحسب ، بل يمكن لهذه الشركات الآن أيضًا رؤية

كل شيء آخر ربما تكون على اتصال به ، مما يسمح بتحديد المشكلة في وقت أقرب بكثير ، مما قد ينقذ الأرواح. هذا مثال واحد على البلوك تشين

من الناحية العملية ، ولكن هناك العديد من الأشكال الأخرى لتطبيقه.

الأمور المالية والبنوك

ربما لا توجد صناعة تستفيد من دمج البلوك تشين في عملياتها التجارية أكثر من الخدمات المصرفية. المؤسسات المالية تعمل فقط خلال ساعات العمل 

خمسة أيام في الأسبوع. هذا يعني أنك إذا حاولت إيداع شيك يوم الجمعة، فمن المحتمل أن تنتظر حتى صباح يوم الأحد لترى أن الأموال تصل إلى حسابك.

حتى إذا قمت بإجراء إيداعك خلال ساعات العمل ، فلا يزال من الممكن أن تستغرق المعاملة من يوم إلى ثلاثة أيام للتحقق منها بسبب الحجم الهائل

للمعاملات التي تحتاج البنوك إلى تسويتها. من ناحية أخرى ، فإن تقنية البلوك تشين لا تنام أبدًا.

من خلال دمج البلوك تشين في البنوك ، يمكن للمستهلكين رؤية معاملاتهم تتم معالجتها في أقل من 10 دقائق ، بشكل أساسي هو الوقت الذي

يستغرقه إضافة كتلة إلى السلسلة، بغض النظر عن أيام العطلات أو الوقت من اليوم أو الأسبوع. مع البلوك تشين، يمكن أن تتمتع البنوك أيضًا بفرصة

تبادل الأموال بين المؤسسات بشكل أسرع وأكثر أمانًا. في مجال تداول الأسهم ، على سبيل المثال ، يمكن أن تستغرق عملية التسوية والمقاصة

ما يصل إلى ثلاثة أيام (أو أكثر ، إذا تم التداول دوليًا) ، مما يعني أن الأموال والأسهم ستكون مجمدة لتلك الفترة الزمنية.

بالنظر إلى حجم المبالغ المتضمنة ، حتى الأيام القليلة التي يتم فيها نقل الأموال يمكن أن تحمل تكاليف ومخاطر كبيرة للبنوك. وضع بنك سانتاندير الأوروبي

وشركاؤه في البحث المدخرات المحتملة بين 15 مليار دولار و 20 مليار دولار سنويًا

تقدر Capgemini ، وهي شركة استشارية فرنسية ، أن المستهلكين يمكنهم توفير ما يصل إلى 16 مليار دولار من رسوم الخدمات المصرفية والتأمين

كل عام من خلال التطبيقات المستندة إلى البلوك تشين.

العملات

تشكل البلوك تشين حجر الأساس للعملات الرقمية مثل البيتكوين. يتحكم الاحتياطي الفيدرالي في الدولار الأمريكي. في ظل نظام السلطة المركزية هذا 

تكون بيانات المستخدم وعملته تقنيًا حسب رغبة البنك أو الحكومة. اذا تم اختراق بنك المستخدم ، فإن المعلومات الخاصة بالعميل في خطر. وإذا انهار

بنك العميل أو كان يعيش في بلد به حكومة غير مستقرة ، فقد تكون قيمة عملته معرضة للخطر. في عام 2008 ، تم إنقاذ بعض البنوك التي نفذت أموالها

جزئيًا باستخدام أموال دافعي الضرائب. هذه هي المخاوف التي من خلالها تم تصميم وتطوير بيتكوين لأول مرة.

من خلال نشر عملياتها عبر شبكة من أجهزة الكمبيوتر ، تسمح البلوك تشين للبيتكوين وغيرها من العملات الرقمية بالعمل دون الحاجة إلى سلطة مركزية.

هذا لا يقلل من المخاطر فحسب ، بل يلغي أيضًا العديد من رسوم المعالجة والمعاملات. كما يمكن أن يمنح أولئك الموجودين في البلدان ذات العملات

غير المستقرة أو البنى التحتية المالية عملة أكثر استقرارًا مع المزيد من التطبيقات وشبكة أوسع من الأفراد والمؤسسات الذين يمكنهم التعامل معها ، محليًا ودوليًا.

يعد استخدام محافظ العملات الرقمية لحسابات التوفير أو كوسيلة للدفع عمقًا بشكل خاص لأولئك الذين ليس لديهم هوية حكومية.

قد تكون بعض البلدان مزقتها الحروب أو لديها حكومات تفتقر إلى أي بنية تحتية حقيقية لتقديم الهوية. وقد لا يتمكن مواطنو هذه البلدان من

الوصول إلى حسابات التوفير أو السمسرة ، وبالتالي لا توجد طريقة لتخزين الثروة بأمان.

الرعاية الصحية

يمكن لمقدمي الرعاية الصحية الاستفادة من البلوك تشين لتخزين السجلات الطبية لمرضاهم بشكل آمن. عندما يتم إنشاء السجل الطبي وتوقيعه 

يمكن كتابته في البلوك تشين، مما يوفر للمرضى الدليل والثقة بأنه لا يمكن تغيير السجل. يمكن تشفير هذه السجلات الصحية الشخصية وتخزينها

على السلسلة باستخدام مفتاح خاص ، بحيث لا يمكن الوصول إليها إلا من قبل أفراد معينين ، وبالتالي ضمان الخصوصية.

سجلات الممتلكات

إذا كنت قد قضيت وقتًا في مكتب المسجل المحلي ، فستعرف أن عملية تسجيل حقوق الملكية مرهقة وغير فعالة. اليوم ، يجب تسليم سند مادي

إلى موظف حكومي في مكتب التسجيل المحلي ، حيث يتم إدخاله يدويًا في قاعدة البيانات المركزية للمقاطعة والفهرس العام. وفي حالة وجود

نزاع على الممتلكات ، يجب تسوية المطالبات على الممتلكات مع المؤشر العام.

هذه العملية ليست فقط مكلفة وتستغرق وقتا طويلا – فهي مليئة بالخطأ البشري ، حيث كل عدم دقة يجعل تتبع ملكية الممتلكات أقل كفاءة.

لكن لدى البلوك تشين القدرة على التخلص من الحاجة إلى مسح المستندات ضوئيًا وتعقب الملفات المادية في مكتب التسجيل المحلي.

إذا تم تخزين ملكية الممتلكات والتحقق منها على البلوك تشين ، يمكن للمالكين الوثوق في أن صكهم دقيق ومسجل بشكل دائم.

في البلدان التي مزقتها الحروب أو المناطق التي ليس لديها سوى القليل من البنية التحتية الحكومية أو المالية ، أو لا يوجد بها بالتأكيد “مكتب تسجيل” ، قد يكون

من المستحيل تقريبًا إثبات ملكية عقار. إذا كانت مجموعة من الأشخاص الذين يعيشون في مثل هذه المنطقة قادرة على الاستفادة من البلوك تشين،

فيمكن وضع جداول زمنية شفافة وواضحة لملكية العقارات.

العقود الذكية

العقد الذكي هو رمز كمبيوتر يمكن تضمينه في البلوك تشين لتسهيل أو التحقق من اتفاقية العقد أو التفاوض بشأنها. تعمل العقود الذكية بموجب

مجموعة من الشروط التي يوافق عليها المستخدمون. عند استيفاء هذه الشروط ، يتم تنفيذ شروط الاتفاقية تلقائيًا.

لنفترض ، على سبيل المثال ، أن المستأجر المحتمل يرغب في استئجار شقة باستخدام عقد ذكي. يوافق المالك على إعطاء المستأجر

رمز الباب للشقة بمجرد أن يدفع المستأجر مبلغ التأمين. سيرسل كل من المستأجر والمالك الأجزاء الخاصة بهما من الصفقة إلى العقد الذكي

والذي سيحتفظ برمز الباب ويتبادل تلقائيًا مبلغ التأمين في تاريخ بدء عقد الإيجار. إذا لم يقدم المالك رمز الباب بحلول تاريخ الإيجار ، يقوم العقد الذكي

برد مبلغ التأمين. سيؤدي ذلك إلى إلغاء الرسوم والعمليات المرتبطة عادةً باستخدام كاتب عدل أو وسيط طرف ثالث أو محامون.

سلاسل التوريد

كما هو الحال في مثال IBM Food Trust ، يمكن للموردين استخدام البلوك تشين لتسجيل أصول المواد التي قاموا بشرائها. سيسمح

هذا للشركات بالتحقق من أصالة منتجاتها ، إلى جانب العلامات الشائعة مثل “عضوي” و “محلي” و “تجارة عادلة”

وفقًا لـ Forbes ، تتبنى صناعة المواد الغذائية بشكل متزايد استخدام البلوك تشين لتتبع مسار وسلامة الغذاء خلال رحلة المزرعة إلى المستخدم.

التصويت

كما ذكرنا ، يمكن استخدام البلوك تشين لتسهيل نظام التصويت الحديث.حيث يحمل التصويت باستخدام البلوك تشين القدرة على القضاء

على تزوير الانتخابات وزيادة إقبال الناخبين ، كما تم اختباره في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر 2018 في ولاية فرجينيا الغربية ، واستخدامه

بهذه الطريقة سيجعل من المستحيل التلاعب بالأصوات. ستحافظ بروتوكالاته أيضًا على الشفافية في العملية الانتخابية ، مما يقلل من عدد

الموظفين اللازمين لإجراء الانتخابات وتزويد المسؤولين بنتائج فورية تقريبًا. هذا من شأنه أن يلغي الحاجة إلى إعادة الفرز أو أي قلق حقيقي من أن التزوير قد يهدد الانتخابات.

مزايا وعيوب البلوك تشين

على الرغم من كل تعقيداتها ، فإن إمكانات البلوك تشين كشكل لامركزي لحفظ السجلات تكاد تكون بلا حدود. بدءًا من خصوصية المستخدم الأكبر

والأمان المعزز إلى رسوم المعالجة المنخفضة والأخطاء الأقل ، قد ترى تقنية البلوك تشين تطبيقات غير تلك الموضحة أعلاه. ولكن هناك أيضًا بعض العيوب

الايجابيات

• دقة محسنة عن طريق إزالة المشاركة البشرية في التحقق
• تخفيض التكلفة عن طريق إلغاء التحقق من الطرف الثالث
• تجعل اللامركزية من الصعب العبث بها
• المعاملات آمنة وخصوصية وفعالة
• تقنية شفافة
• توفر بديلاً مصرفيًا وطريقة لتأمين المعلومات الشخصية لمواطني البلدان التي لديها حكومات غير مستقرة أو متخلفة

العيوب

• تكلفة التكنولوجيا الكبيرة المرتبطة بتعدين البيتكوين
• معاملات منخفضة في الثانية
• تاريخ الاستخدام في الأنشطة غير المشروعة
• قلة وجود القوانين والتشريعات

ما هو مستقبل البلوك تشين؟

تم اقتراحه لأول مرة كمشروع بحثي في عام 1991 ، حيث استقرت البلوك تشين بشكل مريح في أواخر العشرينات من عمرها. مثل معظم

جيل الألفية في عصرها ، شهدت أيضا نصيبها العادل من التدقيق العام على مدار العقدين الماضيين ، حيث تتكهن الشركات في جميع أنحاء العالم

حول ما يمكن أن تحققه التكنولوجيا وإلى أين ستتجه في السنوات القادمة.

مع العديد من التطبيقات العملية للتكنولوجيا التي يجري تنفيذها واستكشافها بالفعل ، فإن البلوك تشين يصنع اسمًا لنفسه أخيرًا في سن

السابعة والعشرين ، في جزء كبير منه بسبب البيتكوين والعملات الرقمية. ككلمة طنانة على لسان كل مستثمر في العالم، فإنه يجعل الأعمال

والعمليات الحكومية أكثر دقة وكفاءة وأمانًا وأقل سعراً مع عدد أقل من الوسطاء.

بينما نستعد للتوجه إلى العقد الثالث من البلوك تشين، لم يعد الأمر يتعلق بـ “ما إذا كانت” الشركات القديمة ستلحق بالتكنولوجيا – إنها مسألة “متى”.